أنت يا نفسي تندفعين بخفة فوق المستنقعات
والأودية والجبال والغابات.
فوق الغيوم والبحار وراء الشموس والأثير
وتشقين كالمحراث, وكسبّاح ماهر تطربه الأمواج,
الفضاء الواسع العميق بنشوة عارمة لا توصف
طيري يا نفسي بعيداً عن هذه الروائح الكريهة
واذهبي وتطهّري في الفضاء الواسع العالي
وليكن شرابك الإلهي النقي هذا الضياء اللامع
الذي يملأ أجواز الفضاء الصافية
ما أسعد من يستطيع بجناح جبّار
أن ينطلق إلى الحقول المضيئة الصافية
تاركاً وراءه السأم والأحزان الكبيرة
التي تهيمن بثقلها على هذا الوجود الغامض
ما أسعد من كانت أفكاره كطيور القبّر
تنطلق في الصباح لتتابع طيرانها حرة إلى السموات
وما أسعد من يحلق فوق الوجود
ويفهم دون كبير عناء
لغة الزهور والأشياء الصامتة
*