ما بال سيدة الأقمار ... تبتعد ***وأمس كانت على أجفاننا تفدُ ؟
أراقها كوكب في الأفق مرتحلٌ ***أم شاقها راهبٌ في الأرض منفردُ؟
فملت الوصلَ .. والأقمار*** أمزجةٌ ناريّةٌ .. قلّما وفّتْ بما تعِدُ
***
أوّاه! سيّدةَ الأقمارِ! سيدتي! ***أوّاهِ! لو تجد الأقمار ما نجدُ
أوّاهِ! لو تردُ الاقمارُ إن ظمِئتْ*** مواردَ الالم الطاغي كما نَرِدُ
أوّاهِ! لو تسكبُ الأقمارُ أدمعَنا*** ولو يعذّبُها التفكيرُ والسُهُد
***
أبحرتِ ، سيدةَ الأقمار ،عن رجلٍ*** ما زال يبحرُ في أعماقِه الكمدُ
وراعَك الحزنُ في عينيه..مؤتلقاً*** وصدّك اليأسُ في دنياه يحتشدُ
أتيتِ تبغين شعراً كُلُّه فرحٌ*** أنشودةً عن زمانٍ كلُهُ رغدُ
و جولةٌ عبْرَ أحلام مورَّدةٍ*** في هودجٍ بالندى الورديِّ يبتردُ
فما سمعتِ سوى الأشعارِ باكيةً*** وما رأيتِ سوى الإنسانِ يرتعدُ
أنا الطموحُ الذي كلّت قوادمهُ ***أنتِ الطموحُ الذي يسعى له الامدُ
أنتِ الشبابُ إلى الاعراس مُنطلقٌ*** أنا الكهولةُ يومٌ ما لديه غدُ
أنتِ الحياةُ التي تنسابُ ضاحكةً*** إلى الحياةِ .. أنا الموتُ الذي يَئِدُ
لا تعجَبي من صباحٍ فيه فُرقتُنا ***بل اعجبي من مساءٍ فيه نتّحدُ
***
جميلةٌ أنتِ .. يحدوكِ الجمالُ*** كما يحدو اللهيبُ فراشاً نحوه يفِدُ
جميلةٌ انتِ .. عيناكِ الزُمرُّدُ*** لا يخبو .. وفي شفتيكِ الكَرْمُ والشُهُدُ
جميلةٌ أنتِ .. في أحراشِ مأسدةٍ*** وهل يَعِفُّ -وأنتِ الظبيةُ- الأسدُ؟
***
هو الفراقُ! فماذا تامرين إذنْ؟*** أنوحُ؟أصمتُ؟أجري عنك؟أتّئدُ؟
أقول"شكراً"؟ .. أكانت ليلةً هِبةً؟!*** يا للكريمة .. إذ تسخو .. وتقتصدُ!
هل التقينا؟ أم الأوهام تعبثُ بي؟*** أين التقينا؟ متى؟ ألسبتُ؟ألأحدُ؟
وهل مشينا معاً؟ في أيّ أمسيةٍ؟ ***في أي ثانيةٍ أودى بها الأبدُ؟
وهل همستِ"حبيبي!"أم سَمعتُ صدى*** من عالم الجنِّ .. لم يهمس به أحدُ؟
***
أظنّ ما كان من تأليف راويةٍ*** تحكي و تنسى .. فباقي الفصلِ مُفتقدُ!
عام 1995م
غــــــــــــــــازي الـــــقـــــصـــيــــبـــــي