- - ما أكثر ما أعجب من نفسي ، وما أسرع ما يستحيل هذا العجب إلى سخرية منها أول
الأمر ، ثم إلى رثاء وعطف عليها . لا يعرض لي شيء غريب أو مألوف إلا حاولت أن
أتبين أصله وأرده إلى علته , وقد أبلغ من ذلك ما أريد فأرضى ، وهذا نادر ، وقد أعجز
عن التعليل والتأويل فأسخط ، وهذا كثير . وأنا على كل ساخرة من نفسي لهذا المرض
الذي لا أجد منه برءاً ، مرض التماس العلة والانتهاء إلى المصادر .