أين اختفت من أيّ أفق سامي ؟ أين اختفت عنّي و عن تهيامي ؟
عبثا أناديها و هل ضيّعتها في اللّيل أم في زحمة الأيّام ؟
أم في رحاب الجوّ ضاعت ؟ لا : فكم بثّيت أنسام الأصيل غرامي
ووقفت أسأله و قلبي في يدي يرنو إلى شفق الغروب الدامي
و أجابني صمت الأصيل ,,, و كلّما أقنعت وجدي ... زاد حرّ ضرامي
***
و إذا ذكرت لقاءها ورحيقها لاقيت في الذكرى خيال الجام
و ظمئت حتّى كدت أجرع غلّتي و أضجّ في الآلام أين حمامي
و غرقت في الأوهام أنشد سلوة و نسجت فردوسا من الأوهام
***
و أفقت من وهمي أهيم ... وراءها عبثا و أحلم أنّها قدّامي
و أظنّها خلفي فأرجع خطوة خلفي ... فتنشرها الظنون أمامي
و أكاد ألمسها فيبعد ظلّها عنّي ... و تدني ظلّها أحلامي
و أعود أنصت للسكينة و الربى و حكاية الأشجار و الأنسام
و أحسّها في كلّ شيء صائت و أحسّها في كلّ حيّ ... نامي
في رقّو الأزهار في همس الشذى في تمتمات الجدول ... المترامي
عـــبــــدالــلـــه الــــبــــــردونــــــــــي*
*عبد الله صالح حسن الشحف البردوني شاعر يمني وناقد أدبي ومؤرخ وُلد في 1929، وتُوفي في 30 أغسطس 1999.