تقدمتُ إلى أبي بين يدي
حزمة من أقلام التلوين
و سألته ببراءة الطفولة أي الألوان تحب أبي،..؟؟
أجاب ورأسه منكب على الجريدة:
-اللون الأحمر .
و أنتي أمي أيهم تفضلين ..؟؟
ترسم ابتسامة الدهشة :
-الأصفر و هل في ذلك شك..!
أعود لحجرتي ممسكة باللونين
و أقول في نفسي أنا أحب
اللون الأزرق
و لابد حين يمتزج اللون الأحمر بالأصفر
سيظهر لوني ..!!
كانت بداية لرحلة التحليل في حياتي ....
منها نشأ الإيمان الراسخ بأن لكل أمر
قدره الله رابط و سلسلة من الأحداث
تتسبب فيه...
تعلمت معنى أن لكل شيء قيمة
لها تأثيرها الخاص
وأن القوة هو في تتبع سيل الأحداث
و تفادي الخلل في مكامن ضعفها
تعلمت بأن علاج أشد الأمراض
منبعها قراءة دقيقة و صحيحة
للمكونات الطبيعية في الجسد
و أن زيادة الإنتاج أساسه
تقارير مفصله ذات شفافية
عن تنفيذ القطاعات
التحليل سمة و موهبة لا يقبل إلا
الإتقان....
لذلك
شمس أمي الدافئة ايقظت
في جوف البحر
كنوز أبي و مرجانه
حتى تكاثفت حكايتهم في سمائي
و تساقطت الكلمات ....