وأخبرت أنه كان سموحاً بما ملك، متخلياً عن الإمساك أيةً سلك. يضم يديه على النقدين، فلا يمسي إلا وهو منها صفر اليدين. وقضى عمره في بلهنيةٍ هنيةٍ، أغصان عيشها ما زالت جنية. لم يغادره بؤس، ولم يكدره يومٌ عبوس. بين رياضٍ مهزات نبتها ريانة، وغياضٍ أساجيع أطيارها مرنانة.
وقد وقفت من أشعاره الغضة التحف، ما به ديباجة كتاب اللطائف والبدائع تحف. فأوردت منه ما يهز له الشيخ عطف غلام، ولا يدرى أسحرٌ هو أم كلام.
فمنه قوله:
لو تم لي في الحب سعدي ... يا حب ما أخلفت وعدي
لكن مقادير القضا ... ء كأنها حكمت ببعدي
أو حظُّ كلِّ متيمٍ ... من حظه يرمَى بطرد
يا غائباً في القلب من ... نيران فقدك أيَّ وقدِ
ما كنت أدري قبل بع ... دك أن سهم جفاك يُردي
صدِيَت لرؤيتك العيو ... ن علام ترميها بصدِّ
يا سيدي إن كان لي ... ذنبٌ فقل أخطأت عبدي
ما خنت عهدك في المحب ... ة كيف حتى خنت عهدي
كلا ولا أفشيت سرَّ ... هواك والأسرار عندي
ولهي بحبِّك لم يزل ... ولهي ووجدي فيك وجدي
أرضى بأن أفنَى وتب ... قى أنت يا مولاي بعدي
أخفيت حبك في الفؤا ... د فخطه دمعي بخدِّي
وعدا على جسمي النحو ... لُ فعاد للأسقام يُعدي
محن الهوى جمعت عليَّ ... فلست أحصيها بِعَدِّ
فالسُّقم يشهد والدمو ... ع بوحدتي في العشق وحدي
يا بدر سل عني السُّها ... إن السُّها أدرى بسهدي
الـــمــــحـــــبــــــي