السبت، 27 فبراير 2010

............الـــــــــــــراعــــــــــــــــي...........


لقصة الراعي و الذئب أثر في نفسي منذ أيام الطفولة .... وحتى الآن ...

تشغلني نداءات الراعي المتكررة ...و الكاذبة بين الحين والآخر ....

وكم تحرقني ...تلبية الآخرين له بلهفة ... و جدية ....

وهو بكل استهتار و سذاجة يقابلهم ضاحكاً .....

كان بارعاً ...في تمثيل ألمه ...و خوفه ....

لما لا وهو يجد آذان صاغية ..وقلوب مرهفة ...تنتظر نداءاته ....و إدعاءاته...

وحين حانت لحظة رد الدين ....

كم كان قاسياً هذا الدين ...فلا سماء تسمعه ...و لا أرض .....

ولا مجيب من قريب أو بعيد ....

كنت أتسأل في صغري ....كيف يجرؤ على رسم صورة خاطئة عن نفسه ....

وما هذه القصة سوى واحدة من قصص كثيرة تروى ... كانت للعبرة ...

و أي عبرة ...

فالطباع التي تنفّر الآخرين منك لا بد من تغييرها ...

أيضاً لا يمكن أن نسمع نداءات الآخرين ...ونهملها ...

ومن الغرابة ....أن تجد البعض يسمعها ....ولا يبالي ...

إلا لنداءاته ....!!!!!

تعلمت من هذه القصة ...منذ رسوخها في عقلي ...

أن لا أستنجد بأحد أجهله ...ولا أقوم بذلك ...حتى تأتي لحظة الهلاك ...

كم هو جميل ...تلبية النداءات المجهولة ...لفعل الخير ....

فكيف لو كانوا مقربين ...

و من الذوق ...أن نرد للسائل إجابته ....والطالب ..حاجته ...

ومن الشهامة ...أن نسبق الألسن قبل أن تنادي .....

لو طبقنا على تلك القصة جميع الصفات الحسنة و السيئة ....لوصلنا لنفس النتيجة ...

بعضنا الراعي ...المستهتر ..اللامبالي ....والآخرون هم أهل الشهامة ....

ومنا الراعي الصادق ...التقي ...والآخرون ..لهم آذان لا يسمعون بها ...

لا يحزنني ....مواقف الخذلان من البعض ...

ما يحزنني ...

أن تلك القصة ..باتت جزء من حياتي ...أعيش تفاصيلها ...

مع اختلاف الأبطال ....

و اختلاف المراعي .....!!!!!!!


.................. شـــــــــعـــــــــر ..................

محمد بن فطيس المري علم الرسام لا يتعب يدينه  وعلم المرسوم ماله فيه حاجه   طاح في موقف عسى ربي يعينه وحاول ايخبي عن الناس انزعاجه واحتقر رسما...